والقعدة: مرة من القعود، وبالكسر الهيئة، منه قوله تعالى:{وقعدوا}[آل عمران: ١٦٨] أي تثبطوا وتكاسلوا، ولذلك قال:{لا يستوي القاعدون من المؤمنين}[النساء: ٩٥]. ويعبر عن الترصد للشيء بالقعود كقوله تعالى:{لأقعدن لهم صراطك المستقيم}[الأعراف: ١٦]. وفي الحديث:"نهى أن يقعد على القبر" أراد التخلي والحدث. وقيل: أراد به الإحداد وملازمة القبر، وقيل: أراد تهويل الأمر لأن الجلوس على القبر يدل على تهاون بالميت وبالموت، ويؤيده أنه رأى رجلاً متكئًا، على قبرٍ فقال:"لا تؤذوا صاحب القبر".
والمقعد: رجل كان يعمل بالسهام ويريشها، قال عاصم بن ثابتٍ الأنصاري:[من الرجز]
١٢٧٨ - أبو سليمان وريش المقعد ... وضالة مثل الجحيم الموقد
كان يقول: أنا أبو سليمان ومعي سهام المقعد. والضالة: شجرة السدر يعمل بها السهام؛ يطلقونها ويريدون السهام. وشبهها بالجحيم لحدتها ونفوذها.
والمقعد -أيضًا- من أثقلته ديون فأعقدته وعجز عن النهوض لزمانة ونحوها. ومنه قيل: للضفدع: مقعد، والجمع مقعدات. وثدي مقعد، أي ناتئ تصورًا بصورة القاعد.
والمقعد: المتقاعد المتباطئ عن المكارم. ويقال: اقعد، لمن كان كذلك، قال الحطيئة يهجو الزبرقان بن بدر:[من البسيط]