[هود: ٢٧] وقرئ بغير همزةٍ بمعنى: ما يظهر من الرأي ولم يترو فيه، ويهمز بمعنى أول الرأي وابتدائه. وفيه رأي فطير أي لم يخمر، وذلك على جهة الاستعارة من اختمار العجين وعدمه.
والبديء كالبديع في كونه لم يعهد. والبدأة: النصيب المبتدأ به في القسمة، ومنه قيل لقطعة لحمٍ عظيمةٍ: بدء. والبدأة أيضًا: ابتداء السفر. وفي الحديث "أنه نفل في البدأة الربع، وفي الرجعة الثلث" أي في سفر الغزو. يقال: أكر للبدأة بكذا وفي الرجعة بكذا. وفي الحديث:"منعت العراق درهما وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها، وعدتم من حيث بدأتم"، إنما سقت هذا الحديث لأن فيه معجزًة له عليه الصلاة والسلام، وذلك أن معناه انه صلى الله عليه وسلم أخبر أن أهل هذه البلاد سيوضع عنهم هذه الأشياء ثم يمتنعون من أدائها، إما بإسلامهم فتسقط عنهم الجزية، وإما بعصيانهم، وفي ذلك إنباء بالمغيبات، فإنه أخبر بذلك قبل وقوعه، وفي الرضا بما وصفه عمر قبل وجوده.
وقوله: عدتم من حيث بدأتم، في علم الله وفيما وضى أنهم سيسلمون، فعادوا من حيث بدؤوا.
[الابتداء: هو أول جزأ في المصراع الثاني. وهو عند النحويين تعرية الاسم عن العوامل اللفظية للإسناد نحو زيد منطلق، وهذا المعنى عامل فيهما. ويسمي الأول مبتدًأ ومسندًا إليه ومحدًا عنه، والثاني خبرًا وحديثًا ومسندًا. والابتداء العرفي يطلق على الشيء الذي يقع قبل المقصود فيتناول الحمد له بعد البسملة].
ب د ر:
المبادرة: المسارعة إلى الشيء، قال تعالى:} ولا تأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبروا {[النساء: ٦]. أي مسارعة يعني أنهم كانوا يسرعون في أكل أموال اليتامى