للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٢٦ - ولست بالأكثر منهم حصى ... وإنما العزة للكاثر

وفي مقتل الحسين: «ما رأينا مكثورًا أجرًا مقدمًا منه». فأما المكثور عليه فهو الذي كثرت عليه الحقوق، والمكاثر: متعارفٌ في الكثير المال.

قوله: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: ١] قيل: هو نهرٌ عظيمٌ، وفي الحديث: «آنيته عدد نجوم السماء»، وقيل هو نهرٌ في الجنة يتفرع عنه سائر أنهارها، وقيل: الكوثر هو كل خيرٍ كثيرٍ؛ فالكوثر مبالغةٌ في الكثير زيدت الواو دلالةً على ذلك كزيادتها في الجوهر للدلالة على جهره في الرؤية.

والكوثر -أيضًا -: الرجل الكثير الخير. وتكوثر الشيء: كثر كثرةً متناهيةً، قال الشاعر: [من الطويل]

١٣٢٧ - وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا

وقيل: الكوثر هو القرآن والنبوة، وهذا هو القول بكونه الكثير، إذ لا خير أكثر من خير القرآن بل هو أصل كل خير.

والكثر -بالضم -يقابل القل، وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: «نسأل الله الكثر ونعوذ به من القل».

والكثر: الجمار، كذا يطلقونه، وقيده الراغب بالكثير، وفيه مناسبةٌ. ويروى في الحديث: «لا قطع في ثمر ولا كثر» بسكون الثاء وفتحها وهو المشهور، وفي حديث فيس بن عاصمٍ: «نعم المال أربعون والكثر ستون» وقد تقدم في باب القاف أن القلة

<<  <  ج: ص:  >  >>