أي قرب من يوم أجله. وقال الليث: يقال لكل حيوان وثيق المفاصل: إنه لمكرب المفاصل ولمكرب الخلق. قلت: أصله من شددت الدلو بالكرب، كما تقدم. وفي الحديث:"ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة". قد تقدم أن الكربة شدة الغم، وهي الغمة الشديدة.
ك ر ر:
قوله تعالى:{ثم ارجع البصر كرتين} وليس المراد بالتثنية هنا شفع الواحد إنما المعنى على كرات بدليل قوله: {ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير}، أي مزدجرا وهو قليل. ومعلوم أن ذلك لا يكون بين نظرتين فقط، وإنما المعنى كرة بعد كرة، فهذا مما لفظه تثنية ومعناه جمع، وله أخوات: لبيك وسعديك وهذاذيك ودواليك وحنانيك.
وأصل الكر العطف على الشيء والعود إليه بالذات أو بالفعل، ومنه كر في الحرب أي رجع إليها، قال:[من الوافر]:
١٣٣٥ - أكر على الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أم سواكا
قوله:{ثم رددنا لكم الكرة عليهم} أي الغلبة والظفر، وفي الحديث:"وتكركر حبات من شعير" أي تطحن؛ سميت كركرة لترديدها الرحى على الطحن، فمعنى العود موجود فيها، وأنشد لأبي دؤاد:[من المتقارب]
١٣٣٧ - إذا كركرته رياح الجنو ... ب ألقح منها عجافا حيالا