قال: فكره النبي -صلى الله عليه وسلم -أن تسمى الخمر باسمٍ مأخوذ من الكرم، وجعل المؤمن أولى بهذا الاسم الحسن؛ فأسقط الخمر عن هذه الرتبة تحقيرً لها وتأكيدًا لحرمته، يعني المؤمن.
يقال: رجلٌ كرمٌ أي كريمٌ، وصفٌ بالمصدر، وقال الأزهري: سمي العنب كرمًا لكرمه، وفي المؤمن تكرمةٌ، وذلك أنه ذلل لقاطفه وليس عليه سلاءٌ فيعقر جانيه ويحمل منه الأصل ما تحمل النخلة. وكل شيءٍ كرمٌ فهو كريمٌ. وفي الحديث:«إذا أخذت من عبدي كريمتيه» وروي «كريمته» يعني عينيه وعينه، سميت لعزتها على صاحبها. وكل ما عز عندك فهو كريمٌ، ومنه «إنك أنت العزيز الكريم»[الدخان: ٤٩] قيل له ذلك في معرض التهكم أو على حكاية ما كان يقال له في الدنيا. قال شمرٌ: كل شيء مكرمٌ عندك فهو كريمك. وفي الحديث:«إذا أتاكم كريم قومٍ فأكرموه» وروي «كريمة قوم» كأن التاء للمبالغة كرجلٍ فروقةٍ وروايةٍ. وفي الحديث:«خير الناس يومئذٍ مؤمنٌ بين كريمين» قال بعضهم: هما فرسان يغزو عليهما، وقال آخرون: بين أبوين مؤمنين، وقال آخرون: بين الحج والجهاد.
ك ر هـ:
قوله تعالى:{لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهًا}[النساء: ١٩] قرئ في المتواتر بالفتح والضم؛ فقيل: هما بمعنى الضَّعف والضُّعف، وقيل: المفتوح ما ينال الإنسان من المشقة من خارجٍ مما يحمل عليه بإكراه. والكره ما ينال من ذاته وهو ما يعافه، وذلك