للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وقال آخرون: معناه لا يحمل الإنسان على أمرٍ مكروه في الحقيقة مما يكلفهم الله بل يحملون على نعيم الأبد، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم -: «عجب ربك من قومٍ يقادون إلى الجنة بالسلاسل».

٦ - وقيل: معناه أن «الدين» هنا جزاءٌ، وأن الله تعالى ليس بمكرهٍ على الجزاء بل يفعل ما يشاء بمن يشاء، فهذه ستة أقوالٍ.

قوله تعالى: {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتً فكرهتموه} [الحجرات: ١٢] فيه تنبيهٌ على أن لحم الأخ شيءٌ جبلت الأنفس على كراهته وإن تعاطته. والإكراه ضد الاختيار والطواعية.

قوله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئنٌ بالإيمان} لم يكتف باشتراط الإكراه في ذلك حتى ضم إليه اتصافه بكون قلبه غير مشكك ولا متلجلجٍ في ذلك.

قوله: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا} [آل عمران: ٨٣] قيل:

١ - معناه أسلم من في السموات طوعًا ومن في الأرض كرهًا، أي الحجة القاطعة بصحة الإسلام ألجأتهم، وأكرهتهم على ذلك، كقوله: دليل هذه المسألة ألجأني إلى القول بها، تريد أنه ظاهرٌ بينٌ، وهذا ليس مذمومًا.

٢ - وقال آخرون: أسلم المؤمنون طوعًا والكافرون كرهًا. ومعناه أنهم لم يقدروا أن يمتنعوا عليه مما يريدهم به.

٣ - وأبين من هذا قول قتادة حيث قال: أسلم المؤمنون له طوعًا والكافرون كرهًا عند الموت، كأنه يريد قوله تعالى: {فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده} [غافر: ٨٤] الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>