للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٧ - بيضاء في برجٍ صفراء في غنجٍ ... كأنها فضة قد مسها ذهب

يحتمل ما قالاه.

ب ر ح:

البراح: المكان المتسع الظاهر الذي لا بناء به ولا شجر، ومنه براح الدار، واعتبر فيه الظهور فقيل: فعل ذلك براحًا أي ظاهرًا غير خفي. وبرح الخفاء: يظهر كأنه صار في مكانٍ براحٍ يراه الناس. وبرح: ذهب في البراح، ومنه البارح للريح الشديدة.

والبارح من الظباء والطير أيضًا، ولكن البارح يتشاءم به لأنه ينحرف عن الرامي إلى جهة لا يمكن فيها الرمي، ويجمع على بوارح. والسائح: يتيمن به لأنه يقبل من جهةٍ يمكن الرامي فيها الرمي.

وبرح: يثبت فيه البراح أيضًا، ومنه:} لا أبرح {[الكهف: ٦٠] قال الراغب: وخص بالإثبات كقولهم: لا أزال، لأن برح وزال اقتضيا معنى النفي، ولا للنفي، والنفيان يحصل من مجموعهما إثبات، وعلى ذلك قوله تعالى:} لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين {[الكهف: ٦٠]. قلت: برح وأخواتها وهي: زال، وفتئ، وانفك لازمها النفي وشبهه، وقد تحذف كقوله:} تفتأ تذكر يوسف {[يوسف: ٨٥]، وهو منفي في اللفظ مثبت في المعنى، لأن معناه أداوم على كذا. ولذلك لم يدخل الإيجاب بإلا في خبرها. وما ورد غيره مؤول كقوله.

ولكن ما ذكره من حصول الإثبات بالطريق المذكور ينتقض بفتئ وانفك. فالطريق فيه ما قدمته من المعنى. ولما تصور من البارح التشاؤم اشتقوا منه التبريح وهو الشدة،

<<  <  ج: ص:  >  >>