قوله تعالى:{تكلم الناس في المهد وكهلًا}[المائدة: ١٠] الكهل من الرجال من وخطه الشيب، ومنه: اكتهل النبات إذا قارب اليبوسة، على الاستعارة ويقال: شاب الزرع، على الاستعارة أيضًا، ويقال: الكهل هو الذي تم شبابه، ومنه: اكتهل النبات: تم طوله، ويقابل به الشباب، وأنشد:[من البسيط]
١٣٩٠ - يبكيك ناءٍ عن الديار مغترب ... يا للكهول وللشبان للعجب
فإن قيل: كلام الصبي في المهد أعجوبة ففي الإخبار به فائدة عظيمة، وأما كلام الكهل فمعتاد فما فائدة الإخبار به؟ قيل: البشارة بأنه يعيش إلى حد الكهولة لأنه لم يتكلم صبيٍّ في مهده ثم عاش غير عيسى. فلو اقتصر على الإخبار بالأول لسآها ذلك للعادة فأخبرها بطريق البشارة أنه يكتهل.
١٣٩١ - يضاحك الشمس منها كوكب الشرق ... مؤزر بعميم النبت مكتهل
وقد تقدم في باب السين ذكر تنقل الإنسان من لدن كونه في بطن أمه إلى أن يصير شيخًا وفوق ذلك، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
ك هـ ن:
قوله تعالى:{ولا بقول كاهنٍ}[الحاقة: ٤٢] الكاهن: الذي يخبر بالأخبار الماضية الخفية بضربٍ من الظن، وهو عكس العراف الذي يخبرنا بالأخبار المستقبلة بنحو ذلك، ولكون هاتين الصناعتين مبنيتين على الطن الذي يجوز أن يخطئ ويصيب قال عليه الصلاة والسلام:«من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمدٍ».
والكهانة: مصدر كهن يكهن إذا تعاطى ذلك. وكهن بالضم تخصص بها.