للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما، وذلك بأن يدخل أحدهما في الآخر ثم يفصله منه كما أشار إليه في الآيتين وهما: {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} [الحج: ٦١]، وقوله تعالى: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار} [يس: ٣٧]. فقد تحقق معنى التكوير وهو معنى الإيلاج، ثم بعده يكون الانسلاخ فيحدث من ذلك الزيادة والنقصان.

وطعنه وكوره: إذا ألقاه مجتمعًا.

والكور بالضم رحل الجمل، وبالفتح الزيادة، ومنه الحديث: «أعوذ بك من الجور بعد الكور» قيل: من النقصان بعد الزيادة. وكوار النخل معروفة لإدخال بعضها في بعضٍ والتصاقه. وكل مصرٍ كورة، وهو الموضع الذي به قرى ومحال، وذلك لحصول الاجتماع.

ك ون:

قوله تعالى: {وكان الله غفورًا رحيمًا} [النساء: ٩٦] كان هنا بمعنى لم يزل، وأصلها للدلالة على اقتران مضمون الجملة بالزمن الماضي نحو: كان زيد عالمًا، معناه أنه اتصف بالعلم فيما مضى دلالةً لها على الانقطاع؛ فإذا قلت: كان زيد قائمًا ليس فيه دلالة على أنه الآن قائم، وهو أحد الجوابين عن قوله تعالى: {وكان الله غفورًا رحيمًا} ونحوه. وترد بمعنى صار، وأنشد: [من الطويل]

١٣٩٢ - بتيهاء قفرٍ والمطي كأنها ... قطا الحزن قد كانت فراخًا بيوضها

أي صارت، ومثله قوله تعالى: {كنتم خير أمةٍ} [آل عمران: ١١٠] أي صرتم، وترد زائدةً باطرادٍ، وهو إذا كانت بلفظ المضي حشوًا كقولهم ما كان أعلمه، وشذ قوله: [من الرجز]

١٣٩٣ - أنت تكون ماجد نبيل ... إذا تهب شمأل بليل

<<  <  ج: ص:  >  >>