للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخذهم بما يعتقدونه لا بقوة سلطانه لأنه ألزم في الحجة عليهم.

وقيل: الكيد: المضارة، وأنشد لعمر بن لجأ: [من الوافر]

١٤٠٣ - تراءت كي تكيد به بشر ... وكيد بالتبرح ما يكيد

قوله تعالى: {وأن الله لا يهدي كيد الخائنين} [يوسف: ٥٢] فيه تنبيه على أنه قد يهدي من لم يقصد بكيده خيانةً، نحو كيد يوسف لإخوته ما قصه الله علينا، بخلاف كيد امرأة العزيز به.

قوله تعالى: {وتالله لأكيدن أصنامكم} [الأنبياء: ٥٧] أي لأريدن بهم سوءاً، وأنهم لو أطبقوا على كيده لم يقدروا على ذلك. ثم لم يكتف بذلك حتى طلب منهم مفاجأة ذلك ومعالجته، وهذا من صدق العزم وقوة الجاه، وكيف لا يكون أنبياء الله، صلوات الله وسلامه عليهم. كذلك؟ رزقنا الله الذي أرسلهم ونبأهم! بركتهم في الدنيا والآخرة.

وكاد زيد بنفسه، قيل: معناه جاد بها، ومنه الحديث: «دخل عليه الصلاة والسلام عل سعد وهو يكيد بنفسه» والكيد: الحيض، ومنه أن ابن عباسٍ «مر بجوارٍ وقد كدن فأمر أن ينحين عن الطريق». والكيد أيضًا: القيء، ومنه حديث الحسن: «إذا بلع الصائم الكيد أفطر». والكيد: الحرب، وفي حديث عمر: «فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلق كيدًا» أي حربًا. والأحسن أنه على العموم. وفي الحديث: «عقول كادها باريها» أي أضلها.

و «كاد» من أفعال المقاربة تعمل عمل كان إلا أن خبرها لا يكون إلا مضارعًا، واقترانه بأن ضرورة. كقوله: [من الرجز]

<<  <  ج: ص:  >  >>