للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولبد شعره: ألصق بعضه ببعض بالصمغ فصار كاللبد، ولذلك أمر به المحرم في إحرامه، ولكن ينبغي ألا يفرط فيه لئلا يحتاج صاحبه إلى غسله، فقد لا يصل الماء إلى الشعر والبشرة. وفي الحديث: "إن رسول الله لبد رأسه وأهدى" وفي حديث أم زرع: "ليس بلبد فيتوقل ولا له عندي معول" قال أبو بكر بن الأنباري: معناه ليس بمستمسكٍ متلبدٍ فيسرع المشي فيه ويعتلى.

ل ب س:

قوله تعالى:} ولا تلبسوا الحق بالباطل {[البقرة: ٤٢] قال ابن عرفة: أي لا تخلطوه به، وأنشد لبشرٍ: [من الوافر]

١٤٢٢ - ولما تلتبس خيل بخيلٍ ... فتطعنوا وتضطربوا اضطرابا

قوله تعالى:} أو يلبسكم شيعًا {[الأنعام: ٦٥] أي يخلط أمركم خلط اضطراب لا اتفاقٍ. وقوله:} ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ {[الأنعام: ٨٣] وقال الأزهري: لم يعصوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

ولبست عليه الأمر: إذا شبهت عليه، وعليه قوله تعالى:} وللبسنا عليهم ما يلبسون {[الأنعام: ٩] أي، ولشبهنا عليهم. وقيل: لأضللناهم كما ضلوا، وهو تفسير معنى قوله:} وجعلنا الليل لباسًا {[النبأ: ١٠] أي ساترًا بظلمته للأشياء. وكل شيءٍ ستر شيئًا فهو لباس. وقوله تعالى:} هن لباس لكم {[البقرة: ١٨٧] الآية، نبه بذلك على شدة المخالطة وأن كلاً من الزوجين للآخر بمنزلة اللباس. وقريب منه قوله تعالى:} وجعل بينكم مودًة ورحمًة {[الروم: ٢١] قال الجعدي يصف امرأًة: [من المتقارب]

<<  <  ج: ص:  >  >>