١٤٤٩ - ولست بمأخوذٍ بلغوٍ تقوله ... إذا لم تعمد عاقدات العزائم
وقال ابن عرفة: اللغو الشيء المسقط الملقى المطروح؛ يقال لغا زيد: تكلم بكلامٍ ساقطٍ مطروحٍ، وألغى: أطرح. وأنشد:[من الوافر]
١٤٥٠ - ويهلك بينهما المرئي فيها ... كما ألغيت في الدية الحوارا
وقيل: هو أن يتيقن شيئًا أو يغلب على ظنه فيحلف عليه فيتبين خلافه. وقيل: الحلف على المعصية. وقيل: الحلف في الغضب. وقيل: هو تحريم الرجل على نفسه ما أحل الله له كقوله: إن فعلت كذا فمالي حرام. وقيل: دعاء الرجل على نفسه. وقد أتقنت هذه المسألة ولله الحمد، وذكرت اشتقاقها واختلاف الفقهاء اللغويين فيها واستدلال كل فريقٍ وما رد به عليه، وما أجيب به عنه، ووصلنا الأقوال إلى عشرةٍ في "القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز".
قوله تعالى:} وإذا مروا باللغو مروا كرامًا {[الفرقان: ٧٢] قيل: هو القبيح، وذلك أنهم إذا قصدوا أن يتكلموا الشيء فيه قبح كنوا عنه، أي إذا رأوا أهل اللغو لم يخوضوا معهم فيه؛ بل إما أن يسكتوا إن أمكن وإلا كنوا عن ذلك. وقال الفراء: وإذا مروا بالباطل.
قوله:} وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه {[القصص: ٥٥] أي الكلام القبيح وما لا ينبغي. وكذا قوله:} لا يسمعون فيها لغوًا {[مريم: ٦٢] قيل: كلامًا قبيحًا، وقيل: الساقط من القول، وقيل: ما لا يرضون، وكل ذلك كائن عدمه.
قوله:} لا تسمع فيها لاغيًة {[الغاشية: ١١] أي لغوًا، ففاعلة هنا مصدر، كقوله:} فهل ترى لهم من باقيةٍ {[الحاقة: ٨] أي بقاًء، قاله الأزهري، وقال غيره: أي قائلًة لغوًا، فجعله اسم فاعلٍ على بابه والتاء فيه للمبالغة، وهو أحسن لأن المصادر على فاعلةٍ لا ينقاس مع نزاعٍ فيها. وفي حديث الجمعة:"من مس الحصى فقد لغا" يعني أنه بمنزلة من يقول لغوًا. وقيل: مال عن الصواب، وقيل: خاب؛ يقال: ألغيته، أي خيبته،