واللفت والفتل واحد، ولذلك زعم أن أحدهما مقلوب من الآخر كأنه رضي الله عنه نهى عن الاغترار بمن يقرأ القرآن؛ فرب قارئ هذه صفته، وهذا في ذاك الزمان فكيف في زماننا؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والخلا - بالقصر - المرعى.
ل ف ح:
قوله تعالى:} تلفح وجوههم النار {[المؤمنون: ١٠٤] أي تضرب وتصيب. يقال: لفحته النار والسموم ونفحته، أي أصابته، إلا أن اللفح أشد من النفح، ولذلك أتي به هنا دون النفح لأن المقام مقام تهويلٍ، وأتى بالنفح هنا تنبيهًا على أنهم إذا أصابهم أدنى شيءٍ من ذلك استغاثوا وجأروا، ومن ثم نكرت النفحة للقليل، ومنه استعير: نفحته بالسيف، أي ضربته.
ل ف ظ:
قوله تعالى:} ما يلفظ من قولٍ {[ق: ١٨] اللفظة لغًة الطرح والإلقاء؛ يقال: لفظ البحر زبده، ولفظت الرحى الدقيق، أي طرحاهما. وفي اصطلاح أهل اللسان: ما خرج من بين الشفتين حروفًا مقطعًة، وهو أعم من القول لأنه يطلق على المهمل والموضوع، والقول لا يطلق إلا على الموضوع، وهو مصدر لفظ يلفظ، والقول أعم من الكلام لانطلاقه على المفرد والمركب، وبين الكلام والكلم عموم وخصوص من وجهٍ. وقد بينا ذلك في غير هذا.
قال بعضهم: اللفظ بالكلام مستعار من لفظ الشيء من الفم ولفظ الرحى الدقيق. ويقال للديك: لافظة، لطرحه ما يلتقطه لدجاجه؛ فهو لافظ. وفائدة قوله تعالى:} من قولٍ {تنبيهك على أن المؤاخد به إنما هو الموضوعات دون المهملات، بل اخص من ذلك هو الكلام المفيد، لأن القول يطلق على المفرد والمركب.
ل ف ف:
قوله تعالى:} فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا {[الإسراء: ١٠٤] أي منضمًا بعضكم إلى بعض، من لففت الشيء إذا ضممته وجمعته متراكبًا بعضه على بعضٍ لفًا.