للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجمعها على ليل وليائلٍ ليلاتٍ؛ يقال: ليلةٌ ليلاء كما قالوا: ليلٌ أليل. فقابلوا أفعل بفعلاء نحو: أحمر وحمراء. وقيل: أصله ليلةٌ ليلاوةٌ، وقال الراغب بدليل تصغيرهم على لييلة وجمعهم على ليالٍ.

ل ي ن:

قوله تعالى: {فبما رحمةٍ من الليل لنت لهم} [أل عمران: ١٥٩] أي خفضت جناحك لهم وتواضعت مع رفعة منزلتك وعلو مرتبتك. واللين في الأصل مقابل الخشونة. وكلاهما مدركان بالحس أعني حاسة اللمس. وحقيقته في الأجسام، ثم يستعمل في الخلق وغيره من المعاني مجازًا كما تقدم.

ويقال: فلانٌ لين الجانب وفلانٌ خشنه، وكل منهما يمدح به تارةً ويذم به أخرى وذلك بحسب المقامات، ألا ترى إلى قول الحماسي: [من البسيط]

١٤٩٩ - إن ذو لوثة لانا

قوله تعالى: {ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} [الزمر: ٢٣] أي ينقادون ويطيعون، ولما قدم أن جلودهم تقشعر، أخبر أنها تلين بذهاب القشعريرة عنها، وما أحسن تقابل هاتين الصفتين هنا! فإن القشعريرة بالحس تجعل في البدن خشونةً فإذا زالت حصلت له نعومةٌ لانبساط الجلد وامتداد شعره، وقال الراغب: قوله: {ثم تلين} الآية، إشارة إلى إذعانهم للحق وقبولهم له بعد تأبيهم منه وإنكارهم إياه. وليس في ذلك إشارةٌ إلى بعض ما ذكر لا من اللفظ ولا من السياق ولا من قرينة حالية، فمن أين له ذلك؟ وإنما ضم لين القلوب إلى لين الجلود ليخبر بتوافق الظاهر والباطن، وهو غاية

<<  <  ج: ص:  >  >>