برفع الجامل والناس وجرهما. وتكون مهيئة وكافة، وهي متصلة تارة بحسب الجملة بعدها، فإن كانت الجملة فعلية كانت مهيئة نحو:{إنما يخشى الله من عباده العلماء}[فاطر:٢٨]. وإن كانت اسمية فهي كافة نحو:{إنما الله إله واحد}، {إنما إلهكم الله}[طه:٩٨] وهل تفيد الحصر حينئذ أم لا؟ وتزاد بعد بعض أدوات الشرط، وهي فيه على ضربين: ضرب يلزم فيه زيادتها وهو: إذ وحيث، لا تكونان شرطين إلا مع ما كقوله:[من الكامل]
١٥٨١ - إذ ما أتيت إلى الرسول فقل له ... حقًا عليك إذا اطمأن المجلس
وقوله تعالى:{وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره}[البقرة:١٤٤]. وهل إذ ما حينئذ على اسميتها أم صارت حرفًا ... سيبويه الثاني وجوازًا بعد إن وإذا ومتى وأين كقوله تعالى:{أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة}[النساء:٧٨] ويمنع زيادتها بعد من وما ومهما، وهذا كله نبذ من أصول طويلة نبهتك عليها.
وتكون كافة للفعل أيضًا، وذلك في: قل، وطال، وكثر، نحو: قلما تفعل كذا، وكثر ما تفعل، وطالما تفعل، وقيل: بل هي هنا مصدرية، وتكتب ما متصلة بثلاثة الأفعال المذكورة، وقيل: إن اعتقد كونها زائدة كتبت متصلة، وإن كانت مصدرية فمنفصلة، قال الشاعر:[من الطويل]
١٥٨٢ - صددت فأطولت الصدود وطالما ... وصال على طول الصدود يدوم
فإذا جاءتك ((ما)) في الكتاب العزيز فاعتبرها بما ذكرت لك من هذه الأنواع، والله أعلم.