للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ن ب ذ:

قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم} [آل عمران:١٨٧] أي رموه وطرحوه. قوله: {وراء ظهورهم} تمثيل عن قلة مبالاتهم به. لم يكتفوا بطرحه بل لا يهمون به، لأن الإنسان قد يرمي الشيء مع التفاته إليه. وفي المثل: ((نبذه نبذ النعل الخلق)).

قوله: {فانبذ إليهم على سواء} [الأنفال:٥٨] أي ألق عهدهم إليه، وآذنهم بالحرب ولا تأخذهم على غرة. قيل: واستعمال النبذ هنا كاستعمال الإلقاء في قوله: {فألقوا إليهم القول} [النحل:٨٦] {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} [النحل:٨٧] تنبيه ألا يؤكد معهم عهدًا بل حقهم أن يطرح إليهم ذلك طرحًا، مستحثًا به على سبيل المجاملة، وأن يراعيهم حسب مراعاتهم، ويعاهدهم على قدر ما عاهدوه.

قوله: {انتبذت من أهلها} [مريم:١٦] أي، اعتزلت وتنحت؛ يقال: انتبذ فلان مجلسه، وجلس نبذة ونبذة أي: اعتزل، يحيث إذا نبذت إليه شيئًا وصل إليه. وصبي منبوذ ونبيذ نحو ملقوط ولقيط. قيل: لكن منبوذ يقال اعتبارًا بمن طرحه، وملقوط ولقيط اعتبارًا بمن تناوله. والنبيذ: ما ألقي فيه تمر أو زبيب مع الماء، يقصدون بذلك تحلية الماء وعذوبته. ولذلك نهى الشارع عن الانتباذ في أوان مخصوصة، لئلا يشتد فيسكر. وصار النبيذ في العرف العام اسمًا للشراب المسكر، وإن كان النبيذ في الأصل إنما هو للشيء الملقى في الماء كالتمر والفضيح ونحوهما، ثم أطلق على ذلك الماء الذي ألقي فيه مجازًا للمجاورة، ثم غلب على المسكر.

ونابذت زيدًا عهده، يجوز أن يكون مما وقع منه فاعلت موقع فعلت، نحو: سافرت وعاقبت اللص وطارقت النعل، وأن يكون على بابه من المفاعلة، وأن كلًا منهما نبذ عهد صاحبه إلى الأخر.

ن ب ز:

قوله تعالى: {ولا تنابزوا بالألقاب} [الحجرات:١١] أي: لا تداعوا به. وهذا محمول على ما إذا كان التلقيب مؤذيا لصاحبه. فأما إذا كان غير مؤذيه، وفيه تعظيمه فلا

<<  <  ج: ص:  >  >>