للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقررًا لأحكام التوراة إلا يسيرًا. واختلف الناس فيه هل له اشتاق أم لا؟ والظاهر لا اشتقاق له أنه أعجمي. ثم القائلون باشتقاقه اختلفوا؛ فقال بعضهم: سمي لاستخراجه من عند الله تعالى على يد عيسى عليه السلام. ومنه النجيل لخروجه من الأرض، ومنه قيل للولد: نجل. وأنشد: [من المنسرح]

١٥٩٩ - أنجب أيام والديه به ... إذا نجلاه، فنعم ما نجلا

ومنه الحديث: ((كان يطلب نجلها)) أي ولدها. ومنه قولهم: قبح الله ناجليه أي، والديه. وقال آخرون: من النجل، وهو الماء الذي ينز من الأرض، يعني أنه يشبه الماء الذي ينزه من وجهين: كونه مستخرجًا، وكونه يحيي به النفوس كما يحيي بالماء. ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: ((وكان واديها يعني المدينة نجلًا يجري)).

وقال آخرون: الإنجيل: كل كتاب مسطور وافر السطور، قاله شمر. فعلى هذا يكون علما بالغلبة. وقال بعضهم: هو من قولهم: نجل، أي علم. وأنشد لبلعاء بني قيس: [من الطويل]

١٦٠٠ - وأنجل في ذاك الصنيع كما نجل

أي اعمل واصنع. وفي الحديث: ((أناجيلهم في صدورهم)) يعني كتبهم. وذلك إشارة إلى أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم يحفظون القرآن عن ظهر قلب، بخلاف غيرهم، فإنه لا يحفظ كتابهم إلا نبي واحد نادر. ولذلك لما أنكر العزيز قومه قال: دليلي أني أحفظ التوراة. وكان لا يحفظها إلا هو في قصةٍ مشهورةٍ.

ن ج م:

قوله تعالى: {والنجم والشجر يسجدان} [الرحمن: ٦] قيل: النجم: ما لا ساق له كاليقظين والقثاء والبطيخ، والشجر ماله ساق. قوله: {والنجم إذا هوى}

<<  <  ج: ص:  >  >>