للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويؤيد الأول قوله: {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم} [الواقعة: ٧٦ - ٧٧].

ن ج و:

قوله تعالى: {وأنجينا الذين آمنوا} [النمل: ٥٣] أي خلصناهم وأصل النجاة الانفصال من الشيء والتقصي منه. وذلك أن النجاة في الأصل المكان المرتفع، لأنه خلص عما حواليه من الأمكنة. وقيل: لأنه نجا من السيل. والناجي كأنه حل في ذلك المكان، ثم أطلق على كل خلاص.

قوله تعالى: {فاليوم ننجيك ببدنك} [يونس: ٩٢] أي نلقيك على نجوة من الأرض ليراك الناس فيعرفوك. وذلك أنه لما أغرق الله فرعون وملأه، قال بنو إسرائيل: لم يغرق فرعون. فسأل موسي ربه، فلفظ البحر من جوفه على ربوة من الأرض، وعليه درعه المعروفة. وهي التي عنى بها الباري تعالى في قوله {ببدنك} أي عريانا مجردا من ثيابك ليعرفك الخاص والعام.

ونجيته وأنجيته لغتان، وقد قرئتا. والتنجية: الإزالة. ومنه قشر الشجرة وجلد الشاة: سلخته. وأنشد قول الشاعر: [من الطويل]

١٦٠٢ - فقلت: انجوا عنها نجا الجلد إنه ... سيرضيكما منها سنام وغاربه

قوله تعالى: {وتناجوا بالبر والتقوى} [المجادلة: ٩] التناجي: المسرة. وناجيت فلانا: ساورته. وأله أن تخلو به في نجوة من الأرض لتفشي سرك. وقيل: من النجاة، لأنه قد قد يعاونك فتخلص من الهم. وقيل: لنجاتك بسرك من أن يطلع عليه أحد.

قوله: {ما يكون من نجوي ثلاثة} [المجادلة: ٧] يجوز أن يكون النجوى مصدرا مضافا لفاعله، وهو ثلاثة، وأن يكون مرادا به الأشخاص، ويكون ((ثلاثةٍ)) بدلًا

<<  <  ج: ص:  >  >>