للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي دخانًا.

ن ح ل:

قوله: {وأوحي ربك إلى النحل} [النحل: ٦٨] هذا الذباب المعروف. والواحد نحلة. والنحلة تقع على الذكر والأنثى نحو حمامةٍ ونملةٍ ونحامة. وإنما يعرف التذكير والتأنيث بالوصف، فيقال: نحلة ذكر ونحلة أنثى.

قوله تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} [النساء: ٤] أي عطية هينة لا تعب فيها من مخاصمة ونحوها. واشتقاقها مما يخرجه النحل من العسل، أي أعطوهن إياه حلوا سهلا، على الاستعارة. وقال ابن عرفة: أي دينًا انتحلوا ذلك. يقال: ما نحلتك؟ أي دينك. وكأن الرجل في الجاهلية إذا زوج مولاته أخذ لنفسه جعلًا يسمى الحلوان والنافجة، فنهي الله تعالى عن ذلك وأمر بإيتاء الصدقة للنساء.

ويقال: نحله وأنحله بمعنى. وكذا النحلة أيضا، بالفتح. قال الراغب: النحلة والنحلة يعني بفتح النون وكسرها: العطية على سبيل التبرع. وهو أخص من الهبة. قال: واشتقاقه فيما أرى من النحل، نظرا منه إلى فعله، فكأن نحلته: أعطيته عطية النحل. وذلك ما نبه عليه قوله تعالى: {وأوحى ربك على النحل}. وقد بينه الحكماء وقالوا: إن النحل يقع على الأشياء كلها فلا يضرها بوجه، وينفع أعظم نفع. فإنه يعطيهم ما هو الشفاء كما وصفه تعالى: قال: وسمي الصداق بها من حيث إنه لا يجب في مقابلته أكثر من تمتع دون عوض مالي. وكذا عطية الرجل ابنه.

نحله كذا وأنحله، ومنه نحلت المرأة. والانتحال: افتعال منه. وهو إدعاء الشيء ومنه انتحل شعر فلان. وانشد: [من المتقارب]

١٥٠٨ - فكيف أنا وانتحالي القوا

ونحل جسمه نحولًا، أي أشبه النحلة في الدقة. والنواحل: سيوف رقاق الظبات من ذلك عل التوسع. قال: ويصخ أن تكون النحلة أصلًا، فسمي النحل بذلك اعتباراً

<<  <  ج: ص:  >  >>