والنداء في الأصل: رفع الصوت بطلب من ينادي. وله حروف مخصوصة مذكورة في كتب العربية. وقد يقال: النداء، للصوت المجرد. ومنه قوله تعالى:{إلا دعاء ونداءً}[البقرة: ١٧١] أي لا يعرف إلا الصوت المجرد، دون المعنى الذي يقتضيه تركيب الكلام.
قوله:{إذ نادى ربه نداءً خفيًا}[مريم: ٣] أي دعاه واستغاث به. وإنما أخفاه، لأن إخفاء الدعاء مطلوب لبعده عن الشوائب. وقيل: إنما أخبر عنه بالنداء منبهة على أن الداعي استقصر نفسه، وهضمها تواضعًا لربه تعالى. والأنبياء عليهم الصلاة والسلام أعرف بمقام الحق وأخوف الناس منه مع أنهم أقربهم إليه. وعبر الراغب هنا بعبارةٍ سيئةٍ،