١٦٥١ - لما رأيت نبطًا أنصارا ... شمرت عن ركبتي الإزارا
يريد: نصارى. ويقال: نصراني بين النصرانية. وقيل: هم منسوبون إلى قريةٍ يقال لها نصران، هذا أقيس في النسب من كونها ناصرة. قوله:{إن تنصروا الله ينصركم}[محمد: ٧] نصرة الله لعباده، وأما نصرتهم له تعالى فمعناها إن تنصروا دين الله ينصركم وتنصروا أنبياءه وأولياءه. وقيل: نصرته القيام بحفظ حدوده ورعاية عهوده واعتبار أحكامه واجتناب نهيه. قلت: هذا هو نصرة دين الله بعينه، فهو شرح لذلك.
قوله:{أني مغلوب فانتصر}[القمر: ١٠] ولم يقل فانصرني، تنبيه على أن مانال النبي وكأنما نال من أرسله على سبيل المجاز كقوله حكايةً عن ربه:«من عادى بي وليًا فقد آذاني بالمحاربة». وفي معناه:{إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله}[الفتح: ١٠] قال الراغب: لم يقل: اهصر تنبيهًا أن ما يلحقني يلحقك من حيث إني جئتهم بأمرك، فإذا نصرتني فقد انتصت لنفسك. وفي العبارة بعض شيءٍ. ونصرت فلانًا: أعطيته، وهو استعارة من العون أو من انصر المطر الأرض.
وفي الحديث:«لا يؤمنكم أنصر ولا أزن ولا أفرع» الأنصر: الأقلف، والأزن: الحاقن، والأفرع: الموسوس. كذا جاءت مفسرةً في الحديث.
ن ص ف:
قوله تعالى:{فنصف ما فرضتم}[البقرة: ٢٣٧]. النصف من كل شيءٍ شطره مساويًا له في القدر. يقال: نصف ونصيف. وفي الحديث:«ولا نصيفه». ويقال: نصف ونصيف نحو عشرٍ وعشير. ونصف ينصف، وأنشد:[من الكامل]
١٦٥٢ - نصف النهار، الماء غامره ... ورفيقه بالغيب لا يدري