للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٦٩ - فإنكما إن تنظراني ساعة ... من الدهر تنفعني لدى أم جندب

أي تنتظراني.

قوله تعالى: {فنظرة إلى مسيرةٍ} [البقرة: ٢٨] أي انتظار وتأخير، قوله: {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون} [البقرة: ٥٠] أي تبصرون وتشاهدون ذلك، وقيل: تعتبرون. ويقال: نظره، أي أعانه. وبه نظرة، أي مس من الجن، وأنشد: [من الرمل]

١٦٧٠ - نظر الدهر إليهم فابتهل

أي خانهم فأهلكهم مجازًا. والنظير: المثيل، وأصله المناظر، كأنه ينظر كل واحدٍ منهما إلى صاحبه، فيناظره ويباريه. والمناظرة: المباحثة والمباراة في النظر، واستحضر كل ما يراه ببصيرته. والنظر اصطلاحًا: البحث، وهو أعم عندهم من القياس؛ فكل قياسٍ نظر وليس نظرٍ قياسًا. قوله: {انتظروا إنا منتظرون} [الأنعام: ١٥٨]، أي انتظروا ما تتربصون به من ظهوركم علينا على زعمكم إنا منتظرون ما وعدنا ربكم من نصره، أو انتظروا- كما يزعمون ويقولون- انتهاء مدتنا وتقاصر أمرنا إنا منتظرون ما يقع بكم من العذاب. وقد حقق الله ما انتظره المؤمنون، وأبطل ما انتظره الكافرون.

قوله: {هل ينظرون إلا سنة الأولين} [فاطر: ٤٣] أي هل ينظرون إلا نزول العذاب بهم؟ قوله: {فهل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} [الأنعام: ١٥٨] قيل: ينتظرون. قوله تعالى: {فينظر كيف تعملون} [الأعراف: ١٢٩] أي يجازيكم بحسب أعمالكم جزاء من شاهد على العامل. قوله: {إلى ربها ناظرة} [القيامة: ٢٣] أي مشاهدة تليق بجلالة من غير تكيفٍ ولا تحييز، كما صرح بذلك في الأخبار الصريحة. فلو استقصينا الكلام في هذه المسألة لطال الكتاب وخرجنا عما نحن بصدده وقد أتقناها في «القول الوجيز» وغيره ولله الحمد. وذكرنا تأويل المعتزلة من أن إلى جمع إل، لا حرف جر. والجواب عنه قوله: {لن تراني} [الأعراف: ١٤٣] فعليك باعتباره. وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>