للسلب نحو تحنث وتأثم، أي جانب الحنث والإثم. فحقيقة التهجد السهر وإلقاء النوم. ولكن المراد بالآية أخص من ذلك، وهو التنقل بالصلاة. وقوله:{به} أي القرآن في الصلاة. ومن ثم غلب التهجد على التنقل بالصلاة ليلًا، وهو المراد بقوله تعالى {قم الليل إلا قليلًا}[المزمل:٢].
وأهجد البعير: ألقى جرانه للأرض متحريًا للهجود. وهجد يهجد فهو هاجد، والجمع هجد. قال الشاعر:[من الرجز].
١٧٢٤ - هم بيتونا بالوتير هجدا ... وقتلونا ركعًا وسجدًا
هـ ج ر:
قوله تعالى:{سامرًا تهجرون}[المؤمنون: ٦٧] أي تتكلمون بكلام هجرٍ. والهجر في الكلام الفحش والقبح. واشتقاقه من الهجر، لأن من حق القبيح أن يترك ويهجر. ويقال: هجر الرجل، أي تكلم بهجرٍ عن قصد. وأهجر المريض: إذا أتى بذلك من غير قصدٍ. وقيل: هجر وأهجر بمعنى. وقد قرئ قوله:{تهجرون} بهما. قال بعضهم: قد يشبه المبالغ في المهجر، فيقال: أهجر وإن قصدوا. وأنشد قوله:[من الطويل].
١٧٢٥ - كما جدة الأعراق قال ابن ضرة ... عليها كلامًا، جار فيه وأهجرا
ورماه بهاجرات فيه، أي فضائح كلامه. والهجيرى والإهجير: العادة الدأب. وأصل ذلك إذا أولع فيه وهذى به هذيان المريض المهجر. قال الراغب: ولا يكاد