أي لا يثقله ذلك. وفي الحديث:"نهى عن وأد البنات ومنع وهات" وهذا نهي لهم عما كانوا يفعلونه. وجعل بعضهم من ذلك قول بعض العرب:"دفن البنات من المكرمات" يريد دفن البنات من المكرمات، فعامل تاء الجمع معاملة تاء الإفراد؛ تاء الجمع نحو: الوقف على {خصاصة}[الحشر:٩]{ورحمة}[البقرة:١٥٧]، ويجوز عندي أن يكون قولهم: دفن البنات أي موتهن، لا هذا الدفن الذي هو الوأد، فعبر عنه بغايته.
وأ ل:
قوله تعالى:{لن يجدوا من دونه موئلًا}[الكهف:٥٨] الموئل قيل: هو المرجع، أي مرجعًا وقال الفراء: الموئل: المنجى. يقال: وأل زيد من العدو، أي نجا منه، يئل وألًا ووؤولًا. وأنشد لذي الرمة:[من البسيط]
١٧٧٤ - وقد أجالس رب البيت غفلته ... وقد يحاذر مني ثم لا يئل
أي لا ينجو. ومنه قول أبي دريدٍ - هو من كبار أهل اللغة:
١٧٧٥ - فإن عثرت بعدها وإن وألت ... نفسي من هايا فقولا لامعا
وقيل: هو الملجأ؛ يقال: وأل فلان إلى فلان، أي لجأ إليه. وفي الحديث:"فوألنا إلى حواءٍ" أي لجأنا إليه. وفي حديث علي رضي الله عنه:"إن درعه كانت صدرًا بلا مؤخرٍ فقيل له: فهلا احترزت من ظهرك؟ فقال: إذا أمكنت من ظهري فلا وألت" أي فلا نجوت.