للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من الوافر]

١٧٨٦ - أنخنا حيهم طعنًا وضربًا ... وخير الطالبي الترة الغشوم

بنصب الترة على حذف نون الطالبين تخفيفًا للطول، والجمع أوتار. وفي الحديث: "قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار" أي لا تطلبوا عليها الدخول التي وترتم بها في الجاهلية. وقال أنس بن مالكٍ: كانوا يقلدونها أوتار القسي دفعًا للعين، فأمرهم بقطعها، ليعلمهم أن ذلك لا يرد من الله شيئًا. وقال محمد بن الحسن: نهاهم عن تقليدها بأوتار القسي لئلا تختنق.

قوله تعالى: {ولن يتركم أعمالكم} [محمد: ٣٥] قيل: معناه لن يصيبكم مكروهٍ. يقال: وترته، أي أصبته بمكروهٍ. وأصله مما تقدم. وقيل: لن ينقصكم شيئًا من ثواب أعمالكم. وفي الحديث: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله" قيل: هو من النقص، أي نقص أهله، بمعنى خسرهم. وقال أبو بكرٍ: أصله من الوتر الذي هو الجناية التي يجنيها الرجل على الرجل من قبل حميمه أو أخذ ماله. فشبه ما يلحق هذا الذي فاتته صلاة العصر بما يلحق الموتور من قبل حميمه وأخذ ماله.

والوتر: النافلة المعروفة؛ سميت بذلك لختمها بالوتر، وهو ركعة واحدة. يقال: أوتر صلاته، أي جعلها وترًا. ومنه الحديث: "ومن استجمر فليوتر" أي فليجعل ما يتجمر به وترًا. قوله تعالى: {ثم أرسلنا رسلنا تترى} [المؤمنون: ٤٤] أي متتابعين بعضًا في إثر بعض، من المواترة. والأصل وترى فأبدلت الواو تاءً على حد إبدالها في تخمة وتراتٍ. وقال الهروي: أي متواترةً يجيء بعضها في إثر بعضٍ وبينهم فترة. قال: ومنه حديث أبي هريرة: "لا بأس بقضاء رمضان تترى" أي متقطعًا. وقال يونس: تترى، أي متفاوتة الأوقات. وجاءت الخيل تترى أي متقطعة وفي روايةٍ أخرى عن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>