وقال بعضهم: ما موقع موقعه (بين) كان بسكون السين، نحو: جلست وسط القوم ووسط الدور. وما لم يصح كان بفتحها نحو: جلست وسط الدار. وقال الراغب: وسط الشيء ماله طرفان متساويا القدر. ويقال ذلك في الكمية المتصلة كالجسم الواحد نحو: وسطه صلب. ووسطه بالسكون يقال في الكمية المنفصلة كشيءٍ يفصل بين جسمين، نحو: وسط القوم كذا. قوله:{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى}[البقرة: ٢٣٨] قيل: هي كل صلاةٍ من الصلوات المكتوبة. وقيل: الجمعة. وقيل غير ذلك. ووصلها بعضهم إلى سبعة عشر قولاً في تصنيفٍ مفردٍ. وقد صح في الصبح وفي العصر حديثان؛ قال بعضهم: أخفى الله الصلاة ليجتهد الناس، كإخفائه ليلة القدر وساعة الجمعة ونحو ذلك. وقد بينّا كله في "القول الوجيز".
وس ع:
قوله تعالى:{والله واسع عليم}[البقرة: ١٤٧] أي واسع علمه وقدرته ورحمته. وقد صرح بذلك في قوله:{ورحمتي وسعت كل شيءٍ}[الأعراف: ١٥٦]{وسع كل شيءٍ علمًا}[طه: ٩٨] لأن علمًا تمييز منقول من الفاعلية؛ إذ الأصل وسع علمه كل شيءٍ. وقيل: معناه: وسع رزقه جميع خلقه. وقال ابن الأنباري: الواسع الذي يسع بما يسأل. وقيل: معناه المحيط بكل شيءٍ. وقيل: هو الجواد.
والسعة: ضد الضيقٍ. وقوله تعالى:{ولم يؤت سعةً من المال}[البقرة: ٢٤٧] أي زيادةً وكثرةً؛ فإن حقيقة السعة في الأجرام الممتدة. وقوله:{وسع كرسيه السماوات والأرض}[البقرة: ٢٥٥]. قال الهروي: أي اتسع لهما. وقيل: وسع ملكه، فعبر عن الملك بالكرسي على ما يتعارفه أهل الدنيا. والسعة تكون في الأمكنة وهو الأصل لقوله تعالى:{يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة}[العنكبوت: ٥٦]. وفي الفعل