للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استوسقتها فاستوسقت. وفي الحديث: "استوسقوا كما يستوسق جرب الغنم إذا أضيعوا كاجتماعها ولا تفرقوا". وفي حديثٍ: "ويقول: استوسقوا".

قوله: {والقمر إذا اتسق} [الانشقاق: ١٨] هو افتعال من ذلك، والمعنى: اجتمع ضوؤه في الليالي البيض. وقال مجاهد: استوى. وقال ابن عرفة: تتابع ليالي حتى انتهى منتهاه. وقيل: امتلأ. وهي تفاسير.

وس ل:

قوله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} [المائدة: ٣٥]. الوسيلة: هي القرب. وقيل: الوسيلة هي التوصل إلى الشيء الذي يرغب. فقيل: وهي أخص من الوصيلة، ولتضمنها معنى الرغبة قال تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة}. وقال بعضهم: حقيقة الوسيلة إلى الله مراعاة سبيله بالعلم والعبادة وتحري مكارم الشريعة. وعلى هذا فهي مقاربة للقربة.

وس م:

قوله تعالى: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} [الحجر: ٧٥]. المتوسمون: المعتبرون الذين يتوسمون الأمور، أي يتبينونها تبين من يتوسم الشيء، أي يتعرفه بوسمةٍ. توسمت فيه خيرًا، أي تعرفت وسمةً فيه. والوسم: الكي بالنار في الدابة لتعرف من غيرها. ومن ذلك الاسم عند بعضهم، لأنه على مسماه، وهو فاسد من جهة الاشتقاق حسبما بيناه في غير هذا الموضع.

والتوسم يقرب من الفراسة، ومنه فلان كان يتوسم من فلانٍ، كذا قال بعضهم. وهذا التوسم هو الذي سماه القوم الزكانة، وقوم الفطنة، وقوم الفراسة. قال عليه الصلاة والسلام "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله".

قوله: {سنسمه على الخرطوم} [القلم: ١٦] أي سنجعله على وجهه وقيل: أنفه وسمًا يعرف به لأنه كان شديدًا في عداوة الإسلام. وقيل: هو إشارة إلى سواد الوجه، وزرقة العين. والظاهر أنه لا بد لهذا الكافر الخاص من علامةٍ خاصةٍ شنعاء يفرق بها بين

<<  <  ج: ص:  >  >>