الآسن، أي المتغير. يعني فتكون الواو في قولهم: وسن أصلاً لا بدلاً من الهمسة، وهو حسن.
وس وس:
قوله تعالى:{الذي ييسوس}[الناس: ٥]. الوسوسة: الخطرة الرديئة. قيل: وأصله من الوسواس. وهو صوت الحلي والهمس الخفي. والوسواس بالفتح: هو الشيطان الذي يوسوس. بالكسر مصدر كالوسوسة. ونظيره الزلال والزلال عند قومٍ. ومن ثم قال الفراء: الوسواس يعني بالتح إبليس. ويقال: وسوس له وإليه. وقد جاف في التنزيل، قال تعالى:{فوسوس لهما الشيطان}[الأعراف: ٢٠] وفي موضعٍ آخر: {فوسوس إليه}[هود: ١٠٤] و {إلى أجلٍ}[البقرة: ٢٨٢]. وقيل: بل معناه مع إلى: أوصل إليه الوسوسة، ومع اللام: فعلها إلى أجله. وقد أتقناه في "الدر المصون" وغيره.
ووسو ونظيره مما يكرر فيه الفاء والعين نحو سمسم ونؤنؤ ولملم وكفكف سواء صح المعنى بإسقاط الثالث نحو كف أو لم يصح نحو وسوس، حروفه كلها أصول عند البصريين خلافًا للكوفيين، حيث يفصلون فيقولون: إن لم يصح بإسقاط الثالث فالكل أصول. وإن صح بإسقاطه فهو زائد، ودليل ذلك في كتب التصريف.
وس ي:
قوله تعالى:{يا موسى}[طه: ١١] هو ابن عمران النبي المشهور صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الأنبياء. قيل: هو معرب وأصله موشى بالشين المعجمة. قيل: سمي بذلك لأنه التقط من بين ماءٍ وشجرٍ كما في القصة المشهورة. قيل: و"مو" بالعبرانية هو الماء و"شا" هو الشجرة. وقال بعضهم: بل هو عربي الأصل، وهو منقول من موسى الحديد هذه الآلة المعروفة التي يحلق بها، وهو بعيد جدًا. ثم إن أهل التصريف اختلفوا في موسى الحديد هل هو مشتق من أوسيت رأسه، أي حلقته، أو من ماس يميس، أي تزين؟ والمعنيان لائقان بذلك، فعلى الأول وزنه مفعل، وعلى الثاني فعلى. وأصل الواو ياء نحو الصوفي والكوسي من الصيف والكيس.