للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وقوله): {ووضع الكتاب} [الكهف: ٤٩] عبارة عن إبراز أعمال الخلائق، فلا يخفى عن كل عاملٍ ما عمل بدليل: {فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون} [الكهف: ٤٩] الآية. وهو موافق لقوله تعالى في الأخرى: {ونخرج له يوم القيامة كتابًا يلقاه منشورًا} [الإسراء: ١٣].

قوله تعالى: {ولأوضعوا خلالكم} [التوبة: ٤٧] أي عدوًا سريعًا، أي حملوا ركابهم على السير السريع. يقال: وضع البعير وضعًا، وأوضعته أنا فهو موضع إيضاعًا: إذا حثثه على السير فأسرع. ومنه قول امرئ القيس: [من الوافر]

١٨١٦ - أرانا موضعين لأمر غيبٍ ... ونسحر بالطعام وبالشراب

ومنه الحديث: "وأوضع في الوادي وادي محسرٍ". وقيل: الإيضاع: سير مثل الخبب. ومثله الإيجاف. وناقة حسنة الوضوع، وهو استعارة في السير لقولهم: ألقى بعاعه وجرانه وثقله، ونحو ذلك. وفي الحديث: "إنه نبي وإن صورته واسمه في الوضائع". قال الأصمعي: الوضائع: الكتب وفيها الحكمة. والوضائع في غير هذا: الوظائف التي توظف على الإنسان. ومنه الحديث: "لكم يا بني نهدٍ ودائع الشرك ووضائع الملك" أي ما ألتزمه المسلمون من الوظائف في أموالهم نحو الزكوات.

والوضائع: جمع وضيعةٍ أيضًا، والوضيعة: الحطيطة من رأس المال. يقال: وضع الرجل في تجارته، أي خسر. ومنه الحديث: "من أنظر معسرًا أو وضع له" أي من حط من رأس المال شيئًا. قوله تعالى: {ويضع عنهم إصرهم} [الأعراف: ١٥٧] أي

<<  <  ج: ص:  >  >>