للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب هـ م:

قوله تعالى: {أحلت لكم بهيمة الأنعام} [المائدة: ١] البهيمة: ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، ولكن خص في التعارف بما عدا السباع والطير. فالبهيمة شاملة للأنعام وغيرها، فمن ثم حسنت إضافتها للأنعام لإفادة البيان. أصل المادة الدلالة على عدم المسموع لما في ذلك الشيء من الاستغلاق.

ومنه البهمة: الحجر الصلب. وقيل للشجاع بهمة من ذلك. والشيء المبهم كل ما عسر إدراكه على الحاسة إن كان محسوسًا وعلى الفهم إن كان معقولاً. وأبهمت الشيء أي جعلته مبهمًا. وأبهمت الباب: أغلقته إغلاقًا لا يهتدى لفتحه. ومنه الليل البهيم لشدة سواده، وذلك أنه قد أبهم أمره لظلمته، أو لأنه يبهم ما يعرض فيه فلا يدرك. فهو على الأول فعيل بمعنى مفعل، وعلى الثاني بمعنى مفعل.

والبهم: صغار الإبل. قال: [من الطويل]

٢٠٣ - صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا

والبهمى: نبات ذو شوكٍ يبهم بشوطه، وأبهمت الأرض: صارت ذات بهمي، كأبقلت وأعشبت.

وفي الحديث: "يحشر الناس يوم القيامة حفاًة عراًة بهمًا" فسره الهروي بأنه ليس فيهم شيء من أعراض الدنيا وعاهاتها من المرض والعرج، بل أجسادهم أصحاء لخلود الأبد. وجعل ذلك من قولك: فرس بهيم أي لا يخلط لونه لون سواه. وقال الراغب: أي عراًة، وفيه نظرٌ لتقدم عراةٍ قبل ذلك. وكأن الراغب لم يطلع على صدر الحديث! قال: وقيل: معرون مما يتوسمون به في الدنيا ويتزينون به.

وفرس بهم إذا كان على لونٍ واحدٍ لا تكاد العين تميزه غاية التمييز.

<<  <  ج: ص:  >  >>