ويقال: ترب الرجل: افتقر. وأترب: استغنى بمعنى صار ماله كالتراب. وقوله عليه الصلاة والسلام، وقد قسم الأزواج:«عليك بذات الدين تربت يداك». قال الراغب. وريحٌ تربةٌ: تأتي بالتراب. ومنه قوله:«تربت يداك» تنبيهًا أنه لا تفوتك ذات الدين، فلا يحصل لك ما ترومه، فتفتقر من حيث لا تشعر، كذا فسره، وهو تفسيرٌ باللازم البعيد. قال أبو عبيد: نرى أنه عليه الصلاة والسلام لم يتعمد الدعاء عليه بالفقر، لكنها كلمة جاريةٌ على ألسنة العرب. وقيل؛ هو مثل قولهم: هوت أمه، ولا أب له، ولا أم له. ولم يقصدوا الدعاء، وإنما قصدوا: لله دره. ومنه قول كعب بن سعدٍ:[من الطويل]
٢٢١ - هوت أمه ما يبعث الصبح غاديًا ... وماذا يؤدي الليل حين يؤوب
فظاهره: أهلكه الله، وباطنه الله دره. ومثله قول جميل بن معمرٍ:[من الطويل]
٢٢٢ - رمى الله في عيني بثينة بالقذى ... وفي الغر من أنيابها بالقوادح
أراد: ما أحسن عينيها! وبالغر: سادات قومها. وقال عليه الصلاة والسلام في حديث خزيمة:«أنعم صباحًا تربت يداك»، فهذا دعاء له فقط وترغيبٌ: أنعم صباحًا.
وقوله:{خلقناكم من تراب}[الحج: ٥] أي أصلكم وهو آدم. وقيل: كل أحدٍ يخلق من تربته التي يدفن فيها ويأخذها الملك فيذرها على النطفة.