للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولُه: {كفّارٍ أَثيمٍ} [البقرة: ٢٧٦] أي بليغٍ في تعاطي أسبابِ الإِثمِ. وقولهُ: {أخذتْه العزةُ بالإِثمِ} [البقرة: ٢٠٦] أي حملتْهُ عزَّتُه على فعلِ ما يأثمُه. وقولُه: {يُسارعون في الإِثمِ والعدوانِ} [المائدة: ٦٢] قيل: أشار بالإثمِ إلى قولهِ تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل اللهُ فأولئك هم الكافرون} [المائدة: ٤٤] وبالعدوان إلى قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل اللهُ فأولئك هم الظالمون} [المائدة: ٤٥].

والإِثمُ أعمُّ منَ العُدوانِ: وقولُه: {يلقَ أثامًا} [الفرقان: ٦٨] أي يلقَ عِقابًا؛ سماهُ أثامًا لِما كان بسببهِ، كقولهِ: «تعالى النَّدى في مَتْنهِ»، و «إِذا نزل السماءُ»، كما تقدَّم. وقيلَ: معنى {يلقَ أثامًا} أي يحملُه ذلك على ارتكابِ الآثام، وذلك أنَّ الأمرَ الصغيرَ قد يجرُّ إِلى الأمرِ الكبيرِ. ومنه: العاصي. . . . (١). وقيلَ: معناهُ يلقَ جزاءَ آثامهِ.

أنشدَ الأزهريُّ لنُصَيبِ بنِ الأسودِ: [من الطويل]

٣١ - وهل يأثِمَنِّي اللهُ في أنْ ذكرتُها ... وعلَّلتُ أَصحابي بها ليلةَ النَّحرِ

أي: هل يجازيني جزاءَ إِثْمي؟

يقالُ: أَثَمَهُ ويأثُمُهُ: جازاهُ جزاءَ إِثْمهِ. وقولُه: {والإِثْمَ والبَغيَ} [الأعراف: ٣٣]. قال الفرّاءُ: الإِثمُ ما دونَ الحدِّ، والبغيُ: الاستطالةُ على الناس. وقولُه: {لا لَغْوٌ فيها ولا تَأثيمٌ} [الطور: ٢٣] أي: لا مَأثمٌ فيها ولا سُكرٌ، وهذا بخلافِ خمورِ الدنيا؛ فإِنَّ فيها


(١) بياض في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>