قوله تعالى:{وأنه تعالى جد ربنا}[الجن: ٣] اتخذ العظمة. وفي الحديث:"كان الرجل إذا قرأ سورة البقرة وآل عمران جد فينا" أي عظم، وقيل: فيضه الإلهي وقيل: ملكه وسلطانه.
دان جدهم أي ملكهم وسلطانهم وإضافته إليه على سبيل اختصاصه بملكه.
والجد: الحظ أيضًا والبخت، ومنه قوله عليه السلام:"ولا ينفع ذا الجد منك الجد" معناه لا ينفع صاحب البخث والغنى منك حظه ولا غناه إنما ينفعه منك طاعته لك وعبادته إياك. وقيل: لا يتوصل إلى ثواب الله في الآخرة بالحظوظ إنما يتوصل إليه بالطاعة الجد فيها. وهذا هو الذي أنبأ عنه قوله تعالى:{من كان يريد العاجلة}[الإسراء: ١٨]، {ومنكم من يريد الآخرة}[آل عمران: ١٥٢] الآيتين. ومثله في المعنى:{يوم لا ينفع مال ولا بنون}[الشعراء: ٨٨].
وقيل: المراد بالجد الجد الذي هو أبو الأب أو أبو الأم، والمعنى لا ينفع أحدًا