المجادلة: المخاصمة والمقاوحة على سبيل المغالبة، وهي مذمومة في الأشياء الظاهرة غير المحتملة للجدال كقوله تعالى:{ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا}{وجادلوا بالباطل}[غافر: ٤ - ٥] تنبيهًا أن الجدال قد يكون بحق وهو محمود ليظهر الحق كقوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}[العنكبوت: ٤٦]{وجادلهم بالتي هي أحسن}[النحل: ١٢٥] قيل: منسوخة بآية السيف، والظاهر أنها محكمة والمعنى في ذلك لا ينافي قتالهم.
ومن محاسن كلام بعضهم: جدالهم لا ينافي جلادهم. وأصل الجدل قيل: من جدلت الحبل أي فتلته فتلاً محكمًا وهو الجديل، فكأن كلاً من المتجادلين يفتل صاحبه عن قوله إلى قوله. ثم استعمل في الإحكام المجرد، فقيل: جدلت البناء: أحكمته، ودرع مجدولة: محكمة النسج. والأجدل: الصقر لحسن تعليمه الصيد. والمجدل: القصر لإحكام بنائه. وقيل: أصله من القوة فكأن كلا من المتجادلين يقوي قوله ويضعف قول صاحبه؛ ومنه: الأجدل لقوته في الاصطياد به. وقيل: أصله من المصارعة والإلقاء على الجدالة، وهي الأرض. فكأن كلا منهما يريد أن يصرع صاحبه ويجعله بمنزلة من يلقيه بالجدالة. قال الشاعر:[من الرجز].
٢٦٩ - قد أركب الآلة بعد الآلة ... وأترك العاجز بالجداله
وقوله:{وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً}[الكهف: ٥٤] أي مخاصمة كقوله: {فإذا هو خصيم مبين}[النحل: ٤]. ورجل مجدول أي شديد الخلق. وفي الحديث:"أنا نبي في أم الكتاب وإن آدم لمنجدل في طينته"، قال الهروي: أي