للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشتقَّانِ من أجيجِ النارِ وتموُّجِ الماءِ، وسيأتي الكلامُ عليهما في حَرفَيهما.

أج ر:

قال تعالى: {أولئكَ يُؤتَوْنَ أَجْرَهُم مرَّتَينِ} [القصص: ٥٤] لأنَّهم آمنَوا بنبيِّهم وكتابهم ثم آمنوا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم وكتابهِ. والأجرُ: ما يعودُ من ثوابِ عملهِ عليهِ دُنيويًّا وأُخرويًّا. والأجرُ بمعناهُ إلا أنَّها لا تكونُ إلا في الدُّنيويِّ. ويقالُ في عَقد وما يجري مَجرى العَقدِ، ولا يقالُ إلا في نفعٍ دونَ ضرٍّ، كقولهِ: {فأجرُهُ على اللهِ} [الشورى: ٤٠] بخلافِ الجزاءِ؛ فإنه يقالُ في عقدٍ وفي غيرِ عقدٍ، وفي النافعِ والضارِّ نحو: {وَجَزاهُم بما صَبَروا} [الإنسان: ١٢]، {فإنَّ جَهنمَ جزاؤكم} [الإسراء: ٦٣]. وجمعُ الأجرِ أُجورٌ. قالَ: {فآتوهُنَّ أجورَهُنَّ} [النساء: ٢٤] كنَّى بهِ عن الصَّداقاتِ لأنها عوِضٌ عن البِضْع.

وقولُه: {فلهُ أَجْرُهُ} [البقرة: ١١٢] لأنه كالعِوَض، وإلا فهوَ مِن فضلِ اللهِ تعالى. وقولُه: {وآتَيناهُ أجرَهُ في الدُّنيا} [العنكبوت: ٢٧] قيلَ: هو كونُ الأنبياءِ من نَسلهِ. وقيلَ: كونُه أُريَ مكانَه منَ الجنةِ. وقيلَ: هو لسانُ الصِّدقِ. وقولُه: {على أنْ تَأجُرَني ثَمانيَ حِجَجٍ} [القصص:٢٧] أي تكونَ أجيرًا لي. وقيلَ: هو أن تجعلَ رعيَكَ غَنمي هذهِ المدةَ ثَوابي من تزويجي ابنتي لك.

ويقالُ: أجَرهُ اللهُ، بالقصرِ، يأجُرُه أجرًا: أثابَه، وآجَره إِيجارًا بمعناهُ. ويقالُ: أجَرتُ زيدًا بمعنيين؛ أحدُهما أعطيتُه العينَ المستأجرةَ بِكراءٍ وأُجْرةٍ والثاني أعطيتُه الأُجرةَ. وأما آجَرتُه، بالمدِّ، فالمعنى الأولُ فقط. وقيلَ: هو بمعنى المقصودِ في الأمرينِ جميعًا. قال الراغبُ: والفرقُ بينهما أنَّ أجَرْتُه -يعني بالقصر- يقالُ إذا اعتُبرَ فعلُ أحدهما. يقالُ: أجَرتَ فلانًا، إذا استعانَ بكَ فحميتَهُ إجارةً. ومنه: {فأَجِرْهُ حتى يَسمَعَ كلامَ اللهِ} [التوبة: ٦]، {وهو يُجيرُ ولا يُجارُ عليه} [المؤمنون: ٨٨]. وآجَرْتُهُ بالمدِّ، يقالُ إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>