[الزمر: ٤٢] وقيلَ: الأجلانِ معًا للموت، إلا أنَّ مِنَ الناسِ من يأتيهِ أجلُه بعارضٍ من سيفٍ أو حرقٍ أو غرقٍ أو أكلِ سُمٍّ أو شيءٍ غيرِ موافقٍ ممّا يَقطعُ الحياةَ، ومنهم مَن يُعافَى ويوقَّى كلَّ ذلك حتى يأتيَه الموتُ حتْفَ أنفِه، وإليهما أشار مَن قال:«مَن أخطأهُ سَهمُ الرزيَّةِ لم يُخطئْه سهمُ المنيَّة».
وقيلَ: النّاسُ رجلانِ، رجلٌ يموتُ عَبْطةً ورجلٌ يبلغُ أجلاً لم يجعلْ لهُ اللهُ في طبيعةِ الدنيا أَن يبقَى أحدٌ أكثرَ منه فيها. وقد أشارَ إليهما بقوله تعالى:{ومنكم مَن يُتوفَّى ومنكمُ من يُردُّ إلى أرذلِ العُمرِ}[النحل: ٧٠]. وقالَ زهيرٌ:[من الطويل]
وقال ابنُ عرفةَ:«الأجلُ المقضيُّ هو الدُّنيا والحياةُ، والمسمَّى هو أمرُ الآخرةِ». وقولُه تعالى:{مِن أجل ذلك كتَبْنا على بني إسرائيلَ}[المائدة: ٣٢] أي مِن جَرّائهِ وجِنايَتهِ. يقالُ: أجَلتُ الشيءَ، وآجِلُه: جَنيتُه. وقرئَ: من إِجلِ بالكسر أي من جناية. والأَجْلُ والإِجْلُ: الجنايةُ التي يُخافُ منها أجَلٌ. فكلُّ أجلٍ جنايةٌ، وليسَ كلُّ جنايةٍ أجلاً. وفي الحديث:«كنا مُرابطينَ بالساحلِ فتأجَّلَ متأجلٌ» أي طلبَ الرجوعَ إلى أهله، وأرادَ أن يُضرَبَ له أجَلُ ذلك. وقولُه:{وإِذا طلَّقتُمُ النِّساءَ فبلَغْنَ أَجلَهُنَّ فأَمْسِكُوهُنَّ}[البقرة: ٢٣١] وهو المدّةُ المضروبةُ بينَ الطلاقِ وبينَ انقضاءِ العِدَّة. وقوله:{وإِذا طلَّقتُم النساءَ فبلغْنَ أجلَهنَّ فلا تَعْضُلُوهنُّ}[البقرة: ٢٣٣] إشارةٌ إلى حينِ انقضاءِ العِدَّةِ. وحينئذٍ