{مذبذبين بين ذلك}[النساء: ١٤٣] الآية. والحروف في العربية عاملة ومهملة، مختصة ومشتركة، متبعة وغير متبعة، مشتركة في المعنى وغير مشتركة، مؤكدة وغير مؤكدة، حسبما بيناه في كتب العربية.
وحروف الهجاء أطراف الكلم. والتحريف: إمالة الشيء عن جهته وصرفه، ومنه تحريف الكلم، كقوله تعالى:{يحرفون الكلم عن مواضعه}[النساء: ٤٦]، وقوله:{ثم يحرفونه}[البقرة:٧٥]، فقيل: تحريفهم له تبديل لف بلفظ آخر يغير معناه. وقيل: بل هو تحريف المعنى دون اللفظ؛ ويعزى لابن عباس حسة ما بيناه في كتب التفسير.
يقال: انحرف وتحرف. والاحتراف: طلب حرفة للمكسب. والحرفة: الهيئة التي يلزمها في ذلك كالذبحة والجلسة. وقوله:{إلا متحرفا لقتال}[الأنفال: ١٦] أي مائلا إليه. وقيل: مستطردا يريد الكرة.
وفي حديث أبي هريرة:(آمنت بمحرف القلوب) أي المزيغ لها والمزيل. ويل: معنى تحريف الكلام أي يجعل على حف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين، وهذا هو الذي يسمى الكلام الموجه؛ ومنه ما يحنجل اهلمدح والذم، ومنه قول بعضهم لاعور:[من مجزوء الرمل]
٣٤٢ - خاط لي زيد قباء ... ليت عينيه سواء
والمحارف: اممحروم، أحارفة الخير ومال عنه. والمحارفة أيضا: المجازاة. وفي المثل:(لا تحارف أخاك بالسوء). أي لا تجازه. وفي الحديث أيضا:(إن الدو ليحارف على عمله بالخير والشر). قال هون الأعرابي: أحرف الرجل.