وقوله:{وآتوا حقه يوم حصاده}[الأنعام: ١٤١]، وحصاده فتح الفاء وكسرها، كالجِداد والجَداد أي إبان حصاده وصلاحيته لذلك. وقوله:{فجعلناها حصيدًا}[يونس: ٢٤] إشارة إلى أنه حصد في غير إبانه على سبيل الإفساد، أي استؤصل ما أنبت.
وقوله:{منها قائمٌ وحصيدٌ}[هود: ١٠٠] إشارةٌ إلى قوله: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا}[الأنعام: ٤٥] أي منها ما هو بادٍ باقيةٌ أعلامه، ومنها ما حصد وهلك ودثر، فلم يبق له عينٌ ولا أثرٌ؛ فاستعير الحصد لهلاكه. وقوله:{حصيدًا خامدين}[الأنبياء: ١٥] أي موتى هلكى من حصدهم بالسيف. وفي الحديث:«وهل يكب الناس على وجوههم أو مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» جمع حصيد، وهي الكلمة شبهها بما يحصد من الزرع لأنها تقتطع من كلام الإنسان. وحبلٍ محصدٌ، ودرعٌ حصداء، وشجرة حصداء، كل ذلك استعارةٌ. وفي الحديث:«نهى عن حصاد الليل» قيل: إما لمكان الهوام حتى لا يصيب الناس، وإما لأجل حرمان المساكين والفقراء. واستحصد القوم: تقوى بعضهم ببعض وأحصد الزرع: صار ذا حصاد.
ح ص ر:
قوله تعالى:{وجعلنا جهنم للكافرين حصيرًا}[الإسراء: ٨] أي مكانًا ضيقًا حاجزًا لهم، من حصرته أي ضيقت عليه ومنعته من التصرف. وقيل: الحصير: السجن لما فيه من الضيق فهو فعيلٌ بمعنى فاعلٍ. وسمي الحصير حصيرًا لكونه يحصر من يجلس عليه. والحصر في اصطلاح العلماء قصر الصفة على الموصوف والموصوف على الصفة نحو:{لا إله إلا الله}[محمد: ١٩]، {إنما الله إلهٌ واحدٌ}[النساء: ١٧١] وعن الحسن في قوله: {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرًا}[الإسراء: ٨] أي مهادًا؛ قال