للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير، وقال الراغب: {وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات} [النساء: ٢٥] وقوله: {فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات} [النساء: ٢٥] قيل: «المحصنات»: المزوجات تصور أن زوجها أحصنها. والمحصنات بعد قوله {حرمت} [النساء: ٢٣] بالفتح لا غير؛ لأن اللاتي حرم التزويج بهن المزوجات دون العفائف، وفي سائر المواضع يحتمل الوجهين قلت: ما قاله حسنٌ، إلا أن فيه بحثًا لا يسعه هذا الموضع، على أنه قد قرأ الجميع بالوجهين على ما بيناه في غير هذا، فعليك بالالتفات إليه.

ح ص و:

قوله تعالى: {أحصاه الله ونسوه} [المجادلة: ٦] أي حصله وأحاط به علمًا ولم يضيعه ولم ينسه كما نسوه هم. والإحصاء هو تحصيل الشيء بالعدد، وذلك من لفظ الحصى، لأنهم كانوا يستعملونه فيه كاستعمالنا فيه الأصابع، وعلى ذلك {وأحصى كل شيء عددًا} [الجن: ٢٨] أي أحاط به وحصله إحاطة العاد منكم وتحصيله وذلك، على سبيل التنزل معهم على ما يفهمونه.

قوله: {علم أن لن تحصوه} [المزمل: ٢٠]. أي لن تحصلوا أوقاته، وهو معنى قول الفراء: لن تعلموا مواقيت الليل. وقيل: الإحصاء: الإطاقة، ومنه {أن لن تحصوه} أي: تطيقوه. وقوله: {استقيموا ولن تحصوا} معناه: ولن تحصلوا ذلك، ووجه تعذر إحصائه هو أن الحق واحدٌ والباطل كثيرٌ، بل الحق بالإضافة إلى الباطل كالنقطة بالإضافة إلى سائر أجزاء الدائرة، وكالمرمى من الهدف، وإصابة ذلك شديدةٌ، وإلى ذلك أشار عليه الصلاة والسلام -بقوله: «شيبتني هودٌ وأخواتها، قيل: وما شيبك منها؟ فقال: قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>