كما تعبدنا ربنا بألفاظٍ مخصوصةٍ، لا يقوم غيرها مقامها وإن وفي معناها كالتكبير والشهادة. وقيل: بل أمروا بأن يقولوا ذلك- وما في معناه- أي حط عنا ذنوبنا. فقالوا: حطى سهماثا أي حنطة حمراء، قاله السدي ومجاهد. والعامة على رفع حطة، وقرئ بنصبها، وتقرير القراءتين في غير هذا. وقيل: معناه قولوا صوابًا وأصل المادة من الحط وهو الإنزال من علو إلى أسفل نحو حططت الرحل عن الدابة. وجارية محطوطة المتنين أي مجدولة الخصر، ويعبر به عن النقصان؛ فيقال: حطني حطيطة أي نقص مما علي.
ح ط م:
قوله:{ثم يجعله حطامًا}[الزمر: ٢١] أي كسيرًا. وأصل الحطم تكسير الشيء وفته، وقوله:{الحطمة}[الهمزة: ٤] هي جهنم لأنه تحطم ما يرمى فيها. ورجل حطمة: أي أكول تشبيهًا بالنار كقوله: [من الرجز]
٣٧١ - كأنما في جوفه تنور
والحطمة أيضًا والحطم: السائق للإبل أو لراعيها بعنفٍ، وفي الحديث:«شر الرعاء الحطمة» وتمثل الحجاج بقول الشاعر: [من الرجز]
٣٧٢ - هذا أوان الشد فاشتدي زيم ... قد لفها الليل بسواقٍ حطم
ليس براعي إبلٍ ولا غنم ... ولا بجزارٍ على ظهر وضم
فقال: حطمه يحطمه حطمًا، قال تعالى:{لا يحطمنكم سليمان وجنوده}