يجب على قدر ما يجب في الوقت الذي يجب، [كقولنا: فعلك حق وقولك حق، قال تعالى {كذلك حقت كلمة ربك}[يونس:٢٣].
وقوله تعالى:{ولو اتبع الحق أهواءهم}[المؤمنون:٧١]؛ يجوز أن يراد بالحق الباري تعالى، وأن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة.
وأحققت الشيء، إما بمعنى أثبته، وإما بمعنى حكمت بكونه حقًا، ومنه قوله تعالى:{ليحق الحق}[الأنفال:٨] فهذا يحتمل الأمرين، وإحقاقه تعالى على ضربين: أحدهما بإظهار الأدلة والآيات وفي معناه: {وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانًا مبينًا}[النساء: ٩١]. والثاني بإكمال الشريعة وبثها، وفي معناه:{والله متم نوره ولو كره الكافرون}[الصف:٨]
قوله:{الحاقة ما الحاقة}[الحاقة:١ - ٢] فالحاقة: اسم فاعلٍ من حق يحق حقًا: أي ثبت، وعبر بها عن القيامة لثبوتها واستقرارها بالأدلة الواضحة، وقيل: لأنها يحق فيها الجزاء. وقال الفراء: لأن فيها حقائق الأمور. وقال غيره: لأنها تحق الكفار الذين حاقوا الأنبياء إنكارًا؛ يقال: حاققته فحققته: أي خاصمته فخصمته. وقيل: لأنها تحق كل إنسان بعمله من خيرٍ أو شرٍ.
قوله: تعالى {حقيق على أن لا أقول}[الأعراف:١٠٥] قرئ علي بتشديد الياء بمعنى: واجب علي، وكذلك:{فحق عليها القول}[الإسراء:١٦] أي وجب. ومن قرأ «علي أن» فبمعنى أنا حقيق بالصدق، وفي ذلك كلام كثير أتقنته. والحق يجيء: الإلزام، كقوله:{من الذين استحق عليهم الأوليان}[المائدة:١٠٧] أي لزمهم حق من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة، وقال: وإذا اشترى رجل من رجلٍ دارًا، فادعاها آخر وأقام البينة استحقها على المشتري، قال: والاستحقاق والاستيجاب قريبان من السواء.
قوله:{وكانا حقًا علينا نصر المؤمنين}[الروم:٤٧] أي واجب بطريق الوعد على