للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به: كلُّ ما يتأذَّى به المارُّ في طريقِه من شَوكٍ وحجرٍ ونحوِهما. وفي الحديثِ: «أميطوا الأذَى عنه»؛ يعني بالأذى الشَّعرَ الذي يكونُ على رأسِه عندَ ولادتهِ يومَ السابعِ وهو العقيقةُ. وكانتِ العربُ تذمُّ مَن لا يُحلقُ رأسُه يومَ السابعِ. قالَ امرؤ القيس: [من المتقارب]

٤٦ - أيا هندُ لا تَنْكحي بُوهَةً ... عليهِ عقيقتُهُ أَحْسَبا

يقالُ: آذَى يُؤذي إيذاءً أذىً وأذِيَّةً. والآذِيُّ: الموجُ، لأنَّه يؤذي راكبَ البحر.

وإذا: ظرفُ زمان مستقبل يتضمَّنُ معنى الشرط غالبًا، ولا يَجزم إلا في الشعر كقوله:

٤٧ - إذا خمدتْ نيرانُهم تَقدِ

ولا يقعُ إلا في المحقَّقِ. وتلزمُها الإضافةُ إلى الجملِ الفعليةِ فقط على المشهور، وتصرُّفُها قليلٌ. وتكون فُجائيةً، وهل هيَ حينئذٍ ظرفُ زمانٍ أو مكانٍ أو حرفٌ خلافٌ كقولهِ: {فإذا هيّ شاخصةٌ أبصارُ الذين كفروا} [الأنبياء: ٩٧]، وقولهِ: {إذا السماء انْشقَّت} [الانشقاق: ١] على إضمارِ الفعلِ.

وقد تقعُ إذْ موقع إذا كقولهِ: {ولن ينفعَكُمُ اليومَ إذْ ظَلمتُم} [الزخرف: ٣٩]، وإذا موقعَ إذ، كقولهِ: {وإذا رأَوا تجارةً أو لهوًا انفضُّوا إليها} [الجمعة: ١١] والمختارُ أنَّ كلَّ واحدةٍ على بابِها، ولتحقيقهِ موضعٌ غيرُ هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>