للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٤٦ - من قبلها طبت في الظلال وفي ... مستودعٍ، حيث يخصف الورق

يشير إلى أنه كان من حين كان أبوه آدم وأمه حواء في الجنة. وقيل: معنى الآية: يجعلان عليهما خصفة وهي الأوراق. ومنه قيل لجلال الثمر خصفة: وخصفت الخصفة: نسجتها. قلت: والخصفة: هي الحصير المفترس. و «كسا تبع الكعبة خصفًا فلم يقبله». الخصف: غلاظ جدًا.

وعبر بالخصافة عن الرزانة فقيل: فلان خصيف العقل ضد سخيفه، والخصيف من الطعام. قيل: وحقيقته ما جعل من اللبن ونحوه من خصفةٍ فيتلون بلونها.

خ ص م:

قوله تعالى: {فإذا هو خصيم مبين} [النحل:٤] أي شديد الخصومة أي كثيرها. والخصومة: المنازعة، وأصلها من خصم الآخر وغيره وهو ناحيته وجانبه، وذلك أن كلا من المتخاصمين يأخذ في ناحيةٍ وجانبٍ غير الذين أخذ به صاحبه. وفي الحديث: «نسيت الدنانير في خصم فراشي» أي جانبه. وقال سهل بن حنيفٍ يوم صفين: «هذا أمر لا يسد منه خصم إلا انفتح علينا منه خصم آخر» أي جانب.

والخصم يقع للواحد المذكر ولضديهما؛ تقول: رجل خصم، ورجال خصوم، وامرأة خصم لأنه في الأصل مصدر، وقد يطابق وقوله: {هذان خصمان} [الحج:١٩] قيل: تأويله: فريقان خصمان. ولذلك قيل: {اختصموا} [الحج:١٩]. فهو نظير: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} [الحجرات:٩]. والخصم: المختص بالخصومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>