ضرب من الكلأ في قوله عليه الصلاة والسلام:«إلا أكلة الخضر». فالخضر: واحده خضرة، وهو ضرب من الجبنة، والجبنة من الكلا ما له أصل غامض في الأرض كالنصي والصليان. وخطب علي رضي الله عنه في آخر عمره فقال:«اللهم سلط عليهم فتي ثقيفٍ الذيال الميال يلبس فروتها ويأكل خضرتها». قال شمر: يعني هنيئها وناعمها.
والخضرة: أحد الألوان، وهي بين السواد والبياض، ولكن إلى السواد أقرب. ولذلك يعبر عن السواد بالخضرة وبالعكس. ومنه سواد العراق لكثرة شجرة الخضر. وقال تعالى:{مدهامتان}[الرحمن:٦٤]. قيل: سوداوان بشدة ريهما، وهو أحسن من أن يقال: عبر عن الخضرة بالسواد. وكتيبة خضراء: لما عليها من الحديد الأسود الذي تغلب عليه خضرة.
وقوله:{ويلبسون ثيابًا خضرًا}[الكهف:٣١]، جمع أخضر وخضراء، نحو حمرٍ صالح لأحمر وحمراء. «ونهى عن بيع المحاضرة» أي بيع البقول والتمر قبل أن يبدو صلاحها.
خ ض ع:
الخضوع: الانقياد والتذلل. ومنه قوله تعالى:{فظلت أعناقهم لها خاضعين}[الشعراء:٤]. وخضع يكون لازمًا ومتعديًا؛ يقال: خضعته فخضع، أي قدته فانقاد. وقوله تعالى:{فلا تخضعن بالقول}[الأحزاب:٣٢] أي لا تلنه. يقال: خضعت المرأة بكلامها، وخضع بكلامه: ألانته له وألانه لها. وخضعت اللحم: قطعته. وظليم أخضع: في عنقه تطامن. والخضوع كما تقدم يقارب الخشوع. وتقدم الفرق بينهما.