بذلك عن الغيظ والغز والجاه. قال الشاعر:[من البسيط]
٤٧٢ - ترفع لي خندفٌ والله يرفع لي ... نارًا إذا خمدت نارهم تقد
ويستعار ذلك للموت. قال تعالى:{حتى جعلناهم حصيدًا خامدين}[الأنبياء: ١٥] وقال تعالى: {فإذا هم خامدون}[يس: ٢٩] أي ميتون قد سكنت حركاتهم. يقال: خمد يخمد خمودًا، وأخمدت النار وخمدتها أي أطفأتها. واستعير منه: خمدت الحمى.
خ م ر:
قوله تعالى:{يسألونك عن الخمر}[البقرة: ٢١٩] الخمر: ما خامر العقل أي خالطه. وقيل: من خمره أي ستره. ومنه قيل للشجر الساتر: خمرٌ. قال الشاعر:[من الوافر]
٤٧٣ - ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما خمر الطريق
ومنه الخمار لما يغطى به الشيء، ثم غلب على تستر به المرأة وجهها. يقال: أخمرت المرأة وخمرت، والجمع خمر. قال تعالى:{وليضربن بخمرهن على جيوبهن}[النور: ٣١] وفي الحديث: «خمروا آنيتكم» أي غطوها. ودخل في خمار الناس وغمارهم أي في جماعتهم الساترة. فهذه المادة كيفما دارت دلت على الستر والمخالطة.
وقيل: هو من العنب خاصةً، أو من العنب والتمر خاصةً، أو هو أعم من ذلك، خلافٌ طويلٌ أتقناه بدلائله ولله الحمد في «القول الوجيز» وغيره. وفي الحديث:«الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة». ومنهم من جعلهما اسمًا لغير المطبوخ، ثم