٥٤٤ - ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحب فيقضى، أم ضلال وباطل؟
وقولهم: عما ذا يسأل هو على جعله مع ما بمنزلة اسمٍ واحدٍ، ولذلك يثبت ألف ما الاستفهامية مجرورًة لوقوعها حشوًا، وقول الآخر:
٥٤٥ - دعي ماذا علمت سأتقيه ... ولكن بالمغيب خبريني
يجوز أن يكون "ماذا" كله بمنزلة الذي لئلا يلزم تعليق غير أفعال القلوب، وأن يكون ذا زائدًا وهو قبيح، وأن يكون مفعول دعي مضمرًا وهو الظاهر أي: دعي الأمور المعلومة. وما حينئذٍ استفهامية، ولا تعليق حينئذٍ من غير فعلٍ قلبي. قوله:} ذلك الكتاب {[البقرة: ٢] أشير إليه بما للبعيد تعظيمًا كقوله:} فذلكن الذي لمتنني فيه {[يوسف: ٣٢]. وقيل: لأنه نزل من السماء إلى الأرض. وقيل: لأنه وعد به قبل إنزاله. وقول المفسرين هنا أشير إليه إشارة الغائب فيه مسامحة وإلا فلا يشار إلا لحاضرٍ أو ما في قوته لتحقق خبر المخبر به كقوله تعالى:} ذلك يوم مجموع له الناس {[هود: ١٠٣] يعني يوم القيامة.