الإفك: أشد الكذب. قال تعالى:{وتخلقون إفكًا}[العنكبوت: ٧]، وأصله من الصرف لأن الكذب صرف الكلام عما ينبغي أن يكون عليه. والإفك: صرف الشيء عما يحق أن يكون عليه. قال تعالى:{فأنى تؤفكون}[الأنعام: ٩٥] أي: تصرفون عن وجه الصواب. ومنه قيل للرياح العادلة عن مهابها: مؤتفكات أي مصروفاتٌ عن مهابها. وقال الشاعر:[من المنسرح]
٦٤ - إنْ تكُ عن أَحسنِ المروءةِ مأ ... فوكًا ففي آخرينَ قد أَفِكوا
ورجلٌ مأفوكٌ أي مصروفُ العقل. وقوله:{يؤفك عنه من أفك}[الذاريات: ٩] أي يصرف عن الحق من صرف في سابق علم الله تعالى. وقوله:{أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا}[الأحقاف: ٢٢] أي لتصرفنا عن عبادتها. واستعملوا الإفك هنا لاعتقادهم أن ذلك من الكذب، وقيل: أرادوا لتخدعنا عنها بالإفك. وقوله:{أئفكًا آلهةً دون الله تريدون}[الصافات: ٨٦]. قال الراغب: يصح أن يجعل تقديره: أتريدون آلهةً من الإفك؟ ويصح أن يجعل إفكًا مفعول تريدون، وتجعل آلهة بدلاً منه ويكون قد سمَّاهم إفكًا قلبٌ على الإفك، يكون إفكًا منعوتًا على إسقاط الخافض، وهو يرجع في المعنى إلى الوجه الثاني، لأنه لو انحل إلى التركيب الذي قدره لكان من الإفك لـ «آلهة». وقيل: إفكًا مفعولٌ له، وفيه غير ذلك من الأوجه، وقد حررتها في غير هذا الموضع.
{والمؤتفكات}[التوبة: ٧٠]: مدائنُ قومِ لوطٍ لانقلابها وانصرافها عن جهاتها. وتفسير ذلك قوله تعالى:{والمؤتفكة أهوى}[النجم: ٥٣] أي قلبها، مِن