أغلبُ التصرُّفاتُ أو جعلَ كنايةً عن إنفاقِ أموالهم.
وقولُه:{تأكلُهُ النارُ}[آل عمران: ١٨٣] كنايةٌ عن ذهابه بإحراقِ النارِ. وكانوا إذا قرَّبوا قُربانًا فإن كان مَقبولاً نزلتْ نارٌ من السماءِ فأكلتْه. ومنه: أكلتِ النارُ الحطبَ. وفي الحديثِ:«كما تأكلُ النارُ الحطبَ».
وأكيلةُ الأسَدِ: الفريسةَ. والأكيلُ: المؤاكِلُ كالخليط. والأكولُ من الغنم وغيرِه: الكثيرُ الأكلِ. وقولُه:{إنما يأكلون في بطونِهم نارًا}[النساء: ١٠] تنبيهٌ على أنَّهم يَتعاطَون ما يؤدِّي إلى دخولِ النارِ في أجوافهم. وقولُهم: هم أَكَلَةُ رأسٍ. كنايةٌ عن قلَّتهم، أي أنَّ الرأسَ الواحدةَ تُشبعُهم.
والأكَلُةُ: جمعُ آكِلٍ نحو كفرةٍ وكافرٍ. ويعبَّرُ بالأكلِ عن الفساد، ومنه: في رأسهِ إكالٌ، وتأكَّلتْ أسنانُه. وفي الحديث:«نَهى عن المؤاكلةِ» تفسيرهُ أن يكونَ لرجلٍ على الغَير دَينٌ فيطالبُه فيُهدى إليه ما يُؤكَل ليؤخِّرَ عليه الطلبَ. وقوله:«ما زالتْ أُكْلةُ خيبرَ» بضمِّ الهمزةِ فقط، لأنَّه لم يأكلْ إلا لُقمةً واحدةً. وعند وعندي أنها لو فُتحت لأفادتْ ذلك مرةً واحدةً، فهما متلازمانِ. وفي الحديث:«نهى المصدِّقَ عن أخذ الأكُولةِ»، قيلَ: هي الخصيُّ، وقيل: ما سُمِّنَ للأكل. وفي الحديث:«ليضربنَّ أحدُكم أخاهُ بمثلِ آكلَةِ اللحمِ»، قيل: هي السكينُ، وقيلَ: هي عصًا محدَّدةُ الطرفينِ، وقيلَ: السِّياطُ.
وقولُه:{كعصفٍ مأكولٍ}[الفيل: ٥] من أحسنِ الكنايات؛ وذلكَ أنَّ العصفَ هو ورقُ الزرعِ كالتبنِ ونحوهِ، فشبَّههم به بعد أن أُكلَ. أراد أن يُشبِّههم بالزُّبل، فنزَّه اللفظَ عن ذكرهِ كعادةِ آدابِ القرآنِ. ومثلُه في المعنى:{كانا يأكلانِ الطعامَ}[المائدة: ٧٥]