للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الريب: مصدر رابني، إذا حصل شك. الريبة: قلق النفس واضطرابها، ومنه: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" فإن الشك ريبة، وإن الصدق طمأنينة، فإن كون الأمر مشكوكًا فيه مما تقلق له النفوس ولا تستقره، وكونه صحيحًا صادقًا مما تطمئن له وتستكن. ومنه ريب الزمان، وهو مما تقلق له النفوس وتشخص القلوب في نوائبه. والراغب: قد عاب على من فسر الريب بالشك، فقال في خطبة كتابه بعد كلام طويل: "فيعده من لا يحق الحق ويبطل الباطل أنه باب واحد - أي نوع - فيقدر أنه إذا فسر الحمد لله بقوله: الشكر لله، ولا ريب فيه بلا شك فيه، فقد فسر القرآن". ثم قال في مادة الريب: "يقال: رابني .... فالريب أن تتوهم بالشيء أمرًا ما فينكشف عما تتوهمه"، ولهذا قال تعالى:} لا ريب فيه {وإلا رأى أن يتوهم فيه أمرًا فلا ينكشف عما يتوهمه. وقال الهروي: رابني: شككني وأوهمني الريبة. فإذا استيقنته قلت: أربني - بغير ألف - وأنشد للمتلمس: [من الطويل]

٦٤٢ - أخوك الذي إن ربته قال: إنما ... أربت وإن عاتبته لأن جانبه

أي: إن أهنته بحدثٍ قال: أربت إن أوهمت ولم تحقق. وقال الفراء: هما بمعنى.

وقوله:} نتربص به ريب المنون {[الطور: ٣٠] سماه ريبًا لا لكونه مشكوكًا في كونه، بل من حيث تشكك في وقت حصوله، فالإنسان أبدًا في ريب المنون من جهة وقته لا من جهة كونه، وعلى هذا قول الشاعر: [من البسيط]

٦٤٣ - الناس قد علموا أن لا بقاء لهم ... لو أنهم عملوا مقدار ما علموا

<<  <  ج: ص:  >  >>