للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قوله:} وأزلفنا ثم الآخرين {أي جمعناهم، والأول أشهر. وفي الحديث: "وازدلفوا إلى الله بركعتين" أي تقربوا. وقال رجل لعثمان رضي الله عنه: "إني حججت من هذه المزالف". المزالف جمع مزلفة، وهي ما بين البر والريف، ويقال لها المزارع والمراعيل أيضًا. وفي الحديث: "فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة" والزلفة بفتح الزاي واللام: مصانع الماء، ويقال لها المزالف أيضًا. وقرئ:} وزلفًا {بضمتين وضمة وسكون، وزلفى بزنة حبلى. فالأوليان كاليسر واليسر، والثالثة أن فعلى في معنى فعلة، نحو القربى بمعنى القربة.

ز ل ق:

قوله تعالى:} صعيدًا زلقًا {[الكهف: ٤٠]. قال الراغب: الزلق والزلل متقاربان، ومنه قوله تعالى:} فتصبح صعيدًا زلقًا {أي دحضًا لا نبات فيه، نحو} فتركه صلدًا {[البقرة: ٢٦٤]. والزلق: المكان الدحض. يقال: زلقه وأزلقه فزلق، وعلى هذا قرئ قوله تعالى:} ليزلقونك بأبصارهم {[القلم: ٥١] بضم الياء وفتحها. والإزلاق: التنحية والإزالة. ومنه زلق رأسه: أي حلقه. وقرأ أبي:} وأزلقنا ثم الآخرين {[الشعراء: ٦٤] بالقاف، أراد: أذللنا. قال يونس: لم يسمع الزلق والإزلاق إلا في القرآن.

ومعنى قوله تعالى:} ليزلقونك بأبصارهم {ليغتابونك أي يصيبونك بعيونهم فيزلقونك عن مكانك ويزيلونك عنه لنفوذ عيونهم، وفيه دلالة على أن "العين حق"

<<  <  ج: ص:  >  >>